حقيقة خاطئة: نظرية الإنفجار العظيم تفسر نشأة الكون
أثارت نظرية الانفجار العظيم – Big Bang جدلًا كبيرًا مُنذ طَرْحها في بداية القرن العشرين ونشأة النّظرية في حدّ ذاتها يحتاج مقالًا منفردًا ولكننا اليوم بصدد توضيح نقطة جوهرية فقط، وهي أن نظرية الانفجار العظيم لا تُفسر نشأة الكون، ولكنها على الأحرى تُفسر تمدده واتّساعه، أي أنها تُوضّح لنا كيف أصبح الكون بهذه الضّخامة والاتّساع الذي ما زال مستمرًا حتّى الآن.
أمرٌ آخر يستحقُّ الذّكر هو أنّ الانفجار العظيم لم يكن انفجارًا بالمعنى الحرفيّ الذي توحي به الكلمة، لم يكن هناك جحيمٌ ملتهبٌ ولا دُخان، فقط كتلة ميكروسكوبية عالية الكثافة تمدّدت وتوسّعت إلى حجمٍ يمكن ملاحظته في أقل من تريليون تريليون تريليون جزء من الثانية. [1 2 3 4]
حقيقة خاطئة: البرق لا يصيب نفس المكان مرتين
من الحقائق الشائعة وخاصّةً لدى الغرب حيثُ يَكثُر البرق والرّعد أنّ البرق لا يُصيب نفس المكان مرّتين لدرجة أنه أصبح مثلًا يستخدم عند حدوث كارثة لتبرير عدم تكرارها، على كل حالٍ هذه أيضًا حقيقة غير صحيحة والثّابت لدى العلماء أنّ البرق يمكنه أن يصيب نفس المكان مرتين وأحيانًا ثلاث مرات.
وأعتقد أننا نتفق جميعًا أنه أمر بديهي ومنطقي، فالبرق ما هو إلا شحنة كهربائية ثابتة تبحث عن مكان ليتم تفريغها فيه ولن تهتم ما إذا كانت قد أصابت نفس البقعة من الأرض من قبل أم لا، ولكنّها قد تميل إلى إصابة الأشياء الطويلة مثل الأشجار والأعمدة وناطحات السحاب، وذلك لأن المسافة بينها وبين مصدر الشحنة أقصر من الأرض وأشهر مثال على ذلك مبنى Empire State الشهير في الولايات المتحدة حيث أصابه البرق 100 مرّة في عام واحد.
في دراسة قامت بها وكالة ناسا في عام 2003 تتضمن 386 ضربة برق تبيّن أن أكثر من ثُلث الضربات تفرّعت وأصابت أماكن مختلفة في نفس الوقت، ما يعني أن ضربات البرق لا يُمكنها إصابة نفس المكان مرتين وثلاث فقط، ولكن يمكنها أن تصيب أكثر من مكان في نفس الوقت أيضًا، وتمّ قياس هذا المعدّل ووجدوا أن ضربة البرق الواحدة في المتوسط تصيب 1.45 مكانًا في نفس اللحظة، أي أنّك معرض للإصابة بنسبة 45% أكثر من عدد ومضات البرق الساقطة من السماء، في الفيديو التالي مشهد لمبنى Empire State أثناء إصابته بالبرق ثلاث مرات متتالية. [1 2 3]
https://www.youtube.com/watch?v=XKMdYbOfFzI
حقيقة خاطئة: الصيف أكثر حرارة لأننا أقرب للشمس
هذه الحقيقة قد تكون شائعة بشكل كبير لدى صغار السن وحتّى الكبار غير المهتمين بعلم الفلك، الاعتقاد السائد لدى هؤلاء هو أن الكرة الأرضية تقترب من الشمس في فصل الصيف لذلك يكون الجو حارًّا وفي الشتاء تبتعد عنها لذلك تنخفض درجة الحرارة.
على بُعد 150 مليون كيلومترًا من الشمس حيث تقع الكرة الأرضية، درجة الحرارة ليست مرتفعة إلى هذا الحد الذي يجعل حركة بسيطة نحو الشمس أو بعيدًا عنها يؤثر على درجة الحرارة، ليست درجة اقتراب الأرض من الشمس ما يسبب حرارة الصيف وبرودة الشتاء وإنّما زاوية سقوط أشعة الشمس هو الفارق. تسقط أشعة الشمس علينا في الصيف بشكل مباشر وعمودي، أمّا في الشتاء فأشعة الشمس تنحرف بعيدًا عنّا وتسقط بميل.
إليكم بعض التفسيرات الإضافية لتوضيح الأمر، يعتقد البعض أن مدار الأرض حول الشمس شبه بيضوي وبالتالي خلال دورتها حول الشمس تقترب الأرض وتبتعد عنها بمقدار معيّن، ولكنّ الحقيقة أنّ المدار أقرب إلى الشكل الدائري وبالتالي تلك المسافات التي تقترب بها الأرض من الشمس لا تُذكر.
التفسير الثاني هو أن البعض يعتقد أن الشمس لا تقع في منتصف الدائرة التي يشكلّها مدار الأرض تمامًا وينتج عن ذلك اقتراب الأرض وابتعادها عن الشمس أثناء الدوران وهذا صحيح بالفعل، ولكن كما ذكرنا مدارُ الأرض أقرب إلى الشكل الدائري وبالتالي ستكون المسافة بين الشمس والأرض شبه ثابتة طوال العام.
التفسير الأخير أن البعض يعتقد أن ميل الأرض أثناء الدوارن يسبب اقترابها من الشمس وهذا صحيح أيضًا ولكن ليس له تأثير يذكر في تغيّر درجة الحرارة. إذًا كافة الاعتقادات السّابقة ليس لها تأثير إطلاقًا على درجة الحرارة بالرغم من أنها تثبت أن الأرض تقترب بالفعل من الشمس وتبتعد عنها في أوقات معيّنة، ولكن كما ذكرنا، السبب الرئيسي في حرارة الصيف المرتفعة وبرودة الشتاء هو زاوية سقوط أشعة الشمس نفسها والتي تتأثر بميل محور دوران الأرض. [1]
حقيقة خاطئة: يستمر شعر الإنسان وأظافره في النمو بعد الموت
من الخرافات الشهيرة أن وظائف الجسم الحيوية تستمر لأيام وشهور بعد الموت، وهي فيها بعض الصحة حيث تستمر الخلايا في مواصلة عملياتها الحيوية لعدة ساعات بعد الموت، ولولا هذه الساعات لما تمكّن الأطباء من نقل الأعضاء من شخص ميت لآخر مريض. يتطلّب نمو الشعر والأظافر إنتاج الجلوكوز والكيراتين وهو ما لا يحدث بعد موت الإنسان. بعد الموت ينكمش الجلد بسبب الجفاف ولكن الأظافر والشعر لا تتأثر بالجفاف لذلك قد تبدو أطول وهذا هو سبب انتشار هذه الخرافة على الأرجح. [1 2 3]
حقيقية خاطئة: السكر يزيد من نشاط الاطفال
من الشائع أن تناول الأطفال لكميّات كبيرة من السكر يتسبب بجانب تسوس الأسنان في النشاط المفرط وقد يكون اعتقادًا منطقيًّا نظرًا لأن السكر من مصادر الطاقة الأساسية للجسم، ولكن الحقيقة هي أنه لا يوجد أية علاقة بين السكر والنشاط الزائد لدى الأطفال، وأكدت ذلك العديد من الدراسات، ولكن هذا لا يعني أن يتم تجاهل كمية السكر التي يتناولها الأطفال لأنها في الواقع قد تؤدي إلى مخاطر أخرى مثل زيادة الوزن والتأثير على معدّل إفراز الأنسولين والضغط وقد تزيد معدّلات الإصابة ببعض أنواع السرطان. [1 2 3 4 5]
حقيقة خاطئة: لقاح الإنفلونزا يسبب الإنفلونزا
من المدهش كيف أن بعض الناس تخاف من لُقاح الإنفلونزا أكثر من خوفها من الإنفلونزا نفسها، ما يؤكد ذلك دراسة أجرتها إحدى المؤسسات الطبية في عام 2012 حيث تبيّن أن 35% من الأمريكيين يعتقدون أن لُقاح الإنفلونزا يتسبب في الإصابة بالإنفلونزا.
من المرجّح أنّ سبب هذا الاعتقاد هو أن لقاح الإنفلونزا هو في الواقع الفيروس المسبّب لمرض الإنفلونزا نفسه ولكن هذا الفيروس تم قتله كيميائيًّا مُسبقًا مع ترك كميّة من البروتين في الغشاء الخارجيّ له بحيث يعتقد جهاز المناعة لدينا أنّه فيروسٌ حقيقي ويقوم بإنتاج خلايا الدم البيضاء المناسبة لقتل هذا الفيروس، ولكن كما ذكرنا فهو ميّت مسبقًا لذلك أصبح لدى جهاز المناعة الآن معلومات عن نوع الفيروس وكيفية قتله وخلايا بيضاء ستقوم بالقضاء على الفيروس الحقيقي في حال إصابتك به فعليًّا.
بعض أنواع اللقاحات التي تُؤخذ عن طريق الأنف خاصّة للأطفال لا يكون الفيروس فيها ميتًا وإنّما حيّ ولكن تم إضعافه تماماً، كما أنه لا يستطيع التأثير إلا في درجةِ حرارةٍ منخفضةٍ مثل غشاء الأنف، وبالتالي سيؤدي نفس المهمة السابقة أيضًا دون إصابة الجسم بالإنفلونزا. أمّا الأعراض التي يشعر بها من يأخذ اللقاح والتي تتضمن خمولًا وصداعًا وضعفًا وارتفاعًا طفيفًا في درجات الحرارة فهو نتيجة عمل جهاز المناعة أثناء مقاومته للفيروس المُزيّف. [1 2 3]
حقيقة خاطئة: تأثير كوريوليس يؤثر على اتجاه دوران الماء
قبل أن نوضّح خطأ هذه الحقيقة العلميّة يجب أن نُبيّن ما هو تأثير كوريوليس، المقصود بهذا التأثير هو اللانحراف الذي يحدث في حركة جسم ما عند النظر إليه من إطار مرجعي دوراني، والإطار المرجعي هو الموقع الذي تُرصد منه حركة الجسم، ولعلّ أشهر الأمثلة على الإطار المرجعي الدوراني هو سطح الأرض. إذا كان اتجاه دوران ذلك الإطار المرجعي في اتجاه عقارب الساعة فسيحدث الانحراف إلى يسار الجسم المتحرك، وإذا كان دوران الإطار المرجعي عكس عقارب الساعة فسيكون الانحراف إلى يمين الجسم المتحرك. أو يمكننا الاكتفاء بأن دوران الأرض يؤثر على كيفية رؤيتنا لحركة بعض الأجسام من حولنا.
يعتقد البعض أن هذه الظاهرة هي التي تحدد اتجاه دوران الماء في المرحاض وأنها سبب دوران الماء عموما باتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي وعكس عقارب الساعة في نصفها الجنوبي، ولكنّ هذا غير صحيح فتأثير كوريوليس لن يؤثر على دوران مياه المرحاض لأنها مندفعة بقوة كما أنها كمية صغيرة، أضف إلى ذلك أن شكل الإناء الذي توجد فيه المياه له تأثير أيضًا. بشكل عام، تأثير كوريوليس لا يؤثر سوى على الأجسام الكبيرة مثل التيّارات المائية الرئيسية في المحيطات واتجاه الرياح وغيرها وليس له تأثير على الكميات الصغيرة من الماء أو انحراف مسار كرة في الهواء. [1 2 3 4 5]
إلى هنا تنتهي جولتنا الثانية مع الحقائق العلمية الخاطئة، ترقبوا الجزء الثالث وحقائق أخرى جديدة ومدهشة. يمكنكم مشاركتنا بآرائكم فيما طرحنا كما يمكنكم أيضًا المساهمة في التعليقات بحقائق أخرى خاطئة لم نذكرها.
إرسال تعليق
هنا