تاريخ هندسه العماره في مصر

مواضيع مفضلة

الثلاثاء، 18 يونيو 2019

تاريخ هندسه العماره في مصر

هندسة العمارة أو الهندسة المعمارية 


هي إحدى فروع الهندسة التي تقوم على معرفة العديد من فروع الهندسة المتعلّقة بالتشييد والبناء ابتداءً من التصميم المعماريّ والإنشاء، وصولاً إلى الصيانة وتشغيل المبنى، وتختص هندسة العمارة في دراسة التصميم المعماريّ، ومواد البناء، والتصميم بالحاسب، والإنشاءات، والتكييف، والتوصيلات الكهربائية، والضوئيات والصوتيات في المباني.
 وهي فن وعلم تصميم وتخطيط وتشييد المباني والمنشآت ليغطي بها الإنسان احتياجات مادية أو معنوية وذلك باستخدام مواد وأساليب إنشائية مختلفة. ويتسع مجال العمارة ليشمل مجالات مختلفة من نواحي المعرفة والعلوم الإنسانية، مثل الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا والتاريخ وعلم النفس والسياسة والفلسفة والعلوم الاجتماعية والثقافة والفن بصيغته الشاملة.

فالعمارة ذات علاقة وثيقة بمجالات تخطيط المدن والتخطيط العمراني، والتأثيث المدني والتصميم الداخلي، فالمطلوب من المعماري في مرحلة التصميم، التلاعب الخلاق بالموارد والتقنيات المتوفرة، لتحليل المعطيات المتضاربة، من أجل وضع تصور كامل ومفصل للمشروع يعكس الاعتبارات الوظيفية والفنية والجمالية ويربط المشروع بالطبيعة والتقاليد والعادات الموجودة بالمنطقة، وإيجاد صيغة مناسبة من التصميم تترجم احتياجات الناس المستخدمين للمكان فيما بعد. كما يجب عليه أيضاً إعداد الرسومات والمخططات المعمارية والوصفية لتحديد أسلوب التشييد، وإعداد الجداول الزمنية وتقدير التكلفة وإدارة البناء.









العمارة في العصر الفرعوني

        
تصنف العمارة المصرية القديمة كما يلي:


أ‌-الطرز والمسلات:
المسلة هي قطعة من الغرانيت تحفر على الأرض وتركز بشكل عامودي وهي ذات مسطح مربع ينحسر في الأعلى وينتهي بشكل هرم صغير.يُكتب على المسلة عادةً إسم الفرعون وعبارات الدعاء والتوسل للإله الذي أُقيم له المعبد. وتكون عادةً في مقدمة المعابد, ومن أشهرها مسلّة حتشبسوت وارتفاعها 33.20م, ومسلتا معبد الأقصر وطول إحداهما 25م ووزنها 257 طناً والثانية موجودة في باريس في ساحة الكونكورد وطولها 22.14 م ووزنها 220 طناً.
•الأعمدة:
استعار المصريون أشكال من الطبيعة لتجميل الأعمدة, وقد حملت هذه الأعمدة فيما بعد, اسم الزهرة أو النباتات التي اتخذت شكلها.
يقسم العامود عادة إلى ساق وقاعدة وتاج تعلوه وسادة مربعة تفصل التاج عن كتلة البناء.
أما أنواع الأعمدة فهي:
1-العمود البسيط: أقدم الأعمدة في تلك الحضارة, وليس له تاج ولا قاعدة وقطاعه ذو أربعة أضلاع متساوية, ويوجد في معبد الوادي قرب أبي الهول وفي سقارة.
2-العمود الشبه الدوري: ويشبه الدوري اليوناني وهو على نوعين:
**المضلّع: له تاج مربع وساق مضلّع وقاعدة مستديرة.
** المقنى: ويشبه المضلّع ولكن أبدلت ضلوعه إلى أقنية وعددها 16-18 قناة وله قاعدة وتاج مربعي الشكل (موجود في الكرنك والدير البحري).


3-العمود البردي: سمي نسبة إلى ورقة البردي وله تاج مؤلف من عدة أزهار مقفلة, وساقه مكونة من سيقان الأزهار أيضاً وهي مثلثة الأضلاع تجمعهاعند أسفل التاج 5 أربطة وله قاعدة مستديرة (موجود في معبد آمون والأقصر).
هناك طراز آخر منه ذو ساق واحدة تعلو زهرة مقفلة أو مفتوحة على شكل ناقوس
4- العمود اللوتسي : تعود التسمية نسة لزهرة اللوتس وله ثلاثة أنواع:
** تاج مؤلف من زهرة واحدة مقفلة على شكل برعم وساقه أسطوانية.
** تاج مؤلف من زهرة واحدة مزهرة على شكل ناقوس( أي جرس) معكوس الوضع.
** تاج مؤلف من عدة أزهار مقفلة –كالبردي- ساقه مكونة من سيقان هذه الأزهار
وهي مستديرة الشكل تجمعها عند أسفل التاج 5 أربطة.
5- العمود النخيلي: تاجه مؤلف من مجموعة سعف النخيل, أطرافها العليا
الى الخارج, وتربطها 5 أربطة عند أسفل التاج.
6- العمود الهاتوري : نسبة للإله هاتور ويُرمز اليه ببقرة. تاجه مكعب
الشكل وله أوجه يظهر عليه الإله هاتور أو رمزه ويعلو التاج مكعب يماثله في الحجم
وهو تاج إضافي منقوش (معبد دندره).
7- العمود المركب : وهو خليط تاج لوتسي ناقوسي وتاج نخيلي واستعملت الألوان فيه ببراعة.


ب- العمارة الجنائزية:
وهي عبارة عن العمارة التي تتناول القبور والأهرامات والمصاطب.
1-المصاطب: أول ما عُثر عليه هو سراديب من الآجر, كان بعضها ذا أدراج, ثم أضيفت إليه حجرة أرضية من الآجر أيضاً خصصت لحفظ أشياء المتوفى وأثاثه ومن ثم أصبحت على شكل مصطبة. أما المصطبة فكانت قبور كبار الموظفين, وهي بناء هرمي ناقص ذي باب صغير فوق الأرض, وفي أسفله غرفة اللحد المحفورة تحت الأرض وهي محاطة بالحجر وتتصل بالبناء الرئيسي العلوي بما يسمى البئر, المغطى بحجر نم الصعب تمييزه عن باقي أحجار السطح. ويتألف البناء الرئيسي من قسمين: السرداب والمعبد.
وكانت الجدران مزينة بنقوش نافرة تضم بعض التماثيل. من أجمل المصاطب مصطبة (تي) في سقارة.
2- الأهرامات المدرجة: وبعد المصاطب ظهرت أهرامات عبارة عن مصاطب متطابقة على شكل مدرج, وكان أولها هرم سقارة الذي أقيم في عهد زوسر. ويتألف من 6 طبقات وتحتوي المصطبة العليا على بضعة مصليات ذات إبهاء, وهو يعتبر أول عمارة حجرية في التاريخ.
ج- الأهرامات: تطور بناء الأهرام في عهد الأسرة الرابعة, وأصبح يشمل معبداً, وفيه يستقبل الناس للبركة والصلاة. ويتصل هذا المعبد بالبناء الجنائزي بواسطة طريق حجري صاعد
يغطي غرفة اللحد.
ولقد كانت الأهامات قبوراً مخصصة للفراعنة الملوك ومن أشهرها: أهرامات الجيزة وهي هرم خوفو(137م) وهرم خفرع(136) وهرم منكورع(62م ارتفاع).
تفصيل لهرم خوفو:
وهو أكبر الأهرامات وأهمها, يقع في الجيزة قرب القاهرة وهو مؤلف من بناء هرمي في داخله سراديب هابطة وصاعدة تؤدي إلى غرفة اللحد. قاعدة الهرم تبلغ 230 م وارتفاعه 147م وقد تآكل مع الأيام وهو الآن ارتفاعه 137م وكان مكسواً بغلاف من الرخام. أما البناء فكان من الحجر الكلسي.
ورأس الهرم من الغرانيت وكان الحجر يرصف بمسطحات أفقية تماماً تدريجياً. أما السراديب فكانت من الطين والآجر منحدرة صعوداً أو هبوطاً, وكانت متعددة بهدف تضليل الداخل الغير مرغوب به.
لقد انجز الهرم تماماً حولي سنة 2600ق.م. ولقد استعملت كتل صخرية كلسية للبناء تزن 2.5 طن كمعدل وسطي ويُعتقد أن عدد الكتل حوالي 2.500.000كتلة تزن حوالي 6.500.000 طن, يمكننا إحاطة فرنسا بكاملها بتلك الكتل بسور يرتفع 3م.(لا ننسى أهن من عجائب الدنيا السبع).
أبو الهول: يعتبر تمثال أبو الهول تابعاً لهذا الهرم وهو عبارة عن تمثال نصف إنسان ونصف
حيوان منحوتاً بكتلة كلسية ترتفع 20م وهو يمثل الفرعون( الملك والإله في الوقت نفسه).
د- المعبد الجنائزي: خفّت عمارة الأهرامات في الإمبراطورية الوسطى بل تخلّفت أما في الإمبراطورية الحديثة. فقد عاد الإهتمام بالقبور لكن لنفصل المعبد عن القبر فظهرت طريق حجرية تصل بين معبد الزيارة والمعبد الجنائزي كما أصبح القبر مستقراً تحت الأرض في مكان مؤلف من ممر ودرج وغرفة تؤدي إلى صالة اللحد. وأصبح المعبد الجنائزي مؤلف من بهوين ورواق يتقدمه الصرح ويقود إلى صالة الأعمدة ثم إلى ثلاث قاعات تضم لحد الملك.



ج- العمارة الدينية:
1- معبد الشمس: وهي معابد مفتوحة إلى السماء, تتألف من جدار محيط على شكل مستطيل, وفي الجهة الجنوبية تنتصب مسلة نقش عليها رمز الشمس, ويتصل المعبد بطريق حجري بقاعة في المدينة. وفي الغرب وخارجاً عن السور, يتصل في حفرة جدارية بيضاوية (تعتبرمركب الشمس). مثال هذه المعابد معبد (أبي غروب).
2- المعابد الدينية: تألفت المعابد الأولى من واجهة ذات باب ينفتح على بهو عريض متصل بسبع قاعات عبارة عن مصال. لم يبقى من هذه المعابد إلا واحد في مدينة مادي. لكن هناك نوعان آخران من المعابد الدينية منها معابد منبسطة على غرار معبد آمون الكبير ومعابد أخرى منحوتة بالجبل على غرار معبد أبي سنبل الكبير.
3- معبد آمون الكبير(الكرنك): تماد مباني هذا المعبد حوالي 350م واتجاهه من الغرب إلى الشرق. ويتضمن العناصر التالية:
- صفان متوازنان من الأكباش: وهي تماثيل تعادل ثلاثة أضعاف الحجم الطبيعي, لها رؤوس أكباش وأجسام الأسود وهي تمثل الإله آمون رع. ويبلغ طول هذا الممشى 72م وعرضه 13م وفي كل صف 20 تمثال.
- الصرحl: وهو بناء جداري ضخم يرتفع 44 متراً وعرضه 113م وسماكة قاعدته 15م وتقل سماكته تدريجياً مع الإرتفاع ويتوسط هذا الصرح مدخل المعبد الرئيسي, وعلى صفحة الجدار نقوش غائرة وكتابات هيروغلافية تشير إلى الأعمال والإنتصارات الحربية.
- فناء أو صحن: وهو مكشوف من الوسط ومسقوف من الجانبين على صف من الأعمدة, وفي الوسط صفان أخريان من الأعمدة البردية(21م ارتفاع وقطر 2,7م) على امتداد صفي الأكباش. وكل صف مؤلف من خمسة أعمدة.
هذا الجزء من المعبد هو المعبد الذي بناه رمسيس الأول لكن أضيف عليه فيما بعد بهو الأعمدة ينتهي بصرح آخر ومسلتان في المقدمة وحجرة مقدسة.
بهو الأعمدة: تبلغ مساحته 102م × 51م ويحتوي على 124عموداً مقسمة على 16 رتل, منها 12 عموداً مرتفعة عن الأخرى وموضوعة في صفين في الوسط, ويبلغ ارتفاع العمد 21م وقطر 3,57م وهو أعلى عمود عرف في العالم.
أما الأعمدة الأخرى فارتفاعها 13م وقطرها 2,80م وقد حملت هذه الأعمدة سقفاً حجرياً على مستويين مما أتاح وجود فتحات جانبية من الوسط لدخول النور والهواء. وينتهي هذا البهو بصرح بناه امنحوتب الثالث.
- المسلتان: جرت العادة أن تقام مسلتان أمام جانبي الصرح وفي معبد آمون عُثر على مسلة لتحتمس الأول وأخرى لحتشبسوت ارتفاعها 33,20م وهي أطول ملة موجودة.
- الحجلاة المقدسة: وهي حجرة مظلمة لا يدخلها النور إلاّ من بابها وفيها تمثال الإله الذي أقيم له المعبد.
4- معبد أبي سنبل الكبير: وهو منحوت في كتلة جبلية في أسفل الجنوب, وفي واجهته أربع تماثيل ضخمة تمثل رمسيس الثاني جالساً بجانبه بعض زوجاته وأبنائه وبناته, ترتفع واجهته 33م وتمتد أفقياً 38م, ويبلغ ارتفاع كل من التماثيل 20م. تتوسط واجهته باب صغير يؤدي إلى بهو الأعمدة الذي تزينه أعمدة تلتصق بها تماثيل الملك على هيئة أوزيريس. وزينت الجدران والسقف برسوم الصقر المجنح أو النجوم المتلألئة ومعركة قادس بألوان زاهية.
ومن بهو الأعمدة إلى بهو ثانٍ نقشت على أعمدته رسوم رمسيس الثاني وثم إلى الحجرة المقدسة (قدس الأقداس) التي هي على امتداد 63م من مدخل المعبد.
والجدير بالذكر أن الشمس تنير واجهته وتدخل في العمق إلى قدس الأقداس.
في سنة 1970 نقل هذا المعبد والمعبد الصغير الموجود إلى جانبه من منطقة غمر المياه إلى مكانها الجديد على 200م وارتفاع 63م.


د- العمارة المدنية والعسكرية:
فقد كانت أقل أهمية من العمارة الدينية, لكن هذا لا يمنع من وجودها.
•البيوت: كانت البيوت تبنى من مواد خفيفة, لهذا لم يبقى لها أثر اليوم. فيما بعد أصبحت
المنازل مؤلفة من فناء متصل بمسكن من طابق واحد.
أما في الإمبراطورية الحديثة هناك بيوت مترفة ذات حدائق وبحيرات وسواجق.

 


دهـور ماقبل التاريـخ أو عصـر فجـر التاريـخ :

ويشمل العصر الحجرى القديم والحديث وعصر ماقبل الأسرات وتنتهى هذه الفترة فى اّواخر عام 4000 ق م ... وقد أمتد هذا العصر إلى مايزيد عن 20 قرناً من الزمان ، وبالطبع فإن اّثار وتطورات هذا العصر بسيطة إذا ماقورنت بما تلاها فى الأزمان الأخرى بحضارة مصر القديمة ، وشهد هذا العصر بداية تعامل المصرى القديم مع الطبيعة من أجل إستغلال الأرض فى منطقة وادى النيل ...وقد تنوعت حرف ذلك العصر حيث جمع بين الزراعة وتربية الحيوان والصيد وصقل الأدوات الحجرية وصناعة الفخار وصناعة الحصير والسلال وغزل الكتان.
ولعل من أبرز ماوصل من اّثار مبانى هذا العصر إطلال بعض المساكن والمقابر ، ففى مرمدة بنى سلامة تنوعت أشكال المساكن ومواد البناء حيث كان يبنى المسكن من جواليص الطين على شكل بيضاوى القاعدة وتنخفض أرضية المسكن عن الخارج بقيمة ربع إرتفاع المسكن وذلك لتثبيت جدران المسكن وحمايته من الرياح وكان يوجد بالمسكن سواء داخلها أو خارجها مطامير (مخازن) للغلال والحبوب أما الصنف الآخر فكان يشيد على شكل بيضاوى أيضاً من البوص قرب المزارع وهو يشبه الخص الذى يبنيه حتى الآن الفلاحين فى الأرض الزراعية وتدل اّثار المساكن الطينية على انها قد التزمت صفين شبه مستقيمين يفصل بينهما طريق ضيق وهو أقدم تخطيط عرف للقرى المصرية حتى الآن وأقدم دليل على نشأة نوع من التفاهم الإجتماعى ووجود سلطة وضعت التنظيم وقامت على تنفيذه .
أما فى الفيوم فقد لوحظ أن موقع المساكن لم تظهر فيه مخازن للحبوب والغلال ولكن وضعت هذه المخازن فى مكان مجمع بموقع مرتفع مستقل عن منطقة المساكن..ويستدل من ذلك على شيوع الملكية الزراعية ومحاصيلها بين مجموع السكان وكذلك شيوع عوامل الأمن والأستقرار ..وهذا بدوره يعبر أيضاً عن وجود نمط و نظام للتفاهم الإجتماعى وسلطة وضعت النظام وقامت على تنفيذه .
أما فى نقادة فقد وجد نموذج مصغر لمسكن يظن أن بعديه الحقيقيين 8×5,70 م ، وكانت حوائطه مائلة الجوانب تتسع عن قاعدتها وذلك لأغراض إنشائية وقد بنى المسكن من الطين ويتوسط الحائط مدخل ضيق صنع جوانبه وعتبة من الخشب وله شراعة علوية للإنارة ويوجد فوق الباب إسطوانة من الخشب  ملفوف فوقها حصيرة تعمل عند جذبها لأسفل بمثابة ستر المسكن عن الخارج ، ويوجد بالحائط الخلفى نافذتان صغيرتان بحلق من الخشب والمسكن مصمم على حوش داخلى حوله حجرات وكان سقف المسكن مسطح وتكاد تكون أنماط هذه المساكن هى النمط الشائع على طول إمتداد تاريخ مصر القديمة .
وتدل اّثار المقابر فى هذا الزمان على إهتمام المصرى القديم منذ قديم الأزل بفكرة الخلود والبعث ، حيث وضعت قرابين وحبوب وتمائم وتماثيل وأدوات وأوانى فى المقابر التى تطورت من مجرد حفرة صغيرة فى باطن الأرض إلى مقبرة مكونة من حجرة أو أثنين أو ثلاث تحت الأرض وكانت حفرة المقبرة أحياناً تكسى من الداخل بالطين أو بألواح خشبية أو البوص .

 

عصـر بدايـة الأسـرات :

يسمى أيضاً بالعصر العتيق أو عصر بداية العصور التاريخية وبدأ منذ أواخر عام 4000 ق.م ويمتد حتى عام 2780 ق.م ويتصف هذا العصر ببدء ظهور تباشير ومحاولات الكتابة وبدء تسجيل التاريخ والأحداث والتى أثمرت هذه المحاولات عام 3200 ق.م عن مقدرة المصرى القديم فى التعبير بالكتابة عن الأحداث  وكذلك فى مقدرته فى التعبير بالرموز عن العمليات الحسابية وهذا أفضى بالطبع إلى تيسير تسجيل الأحداث ونقل المعرفة من جيل إلى جيل ، كما يساعد على تنظيم الأعمال وحفظ المعاملات وتصميم المشروعات المعمارية .
ويتصف هذا العصر أيضاً بوحدة مصر وظهور الدولة وإيجاد كيان للحكم وتنظيم الإدارة
وظهر فى هذا العصر ثلاث مدن كبيرة أشهرها مدينة أنبى حج ( والتى سميت بعد ذلك بقرون بمدينة منف ) ويعنى إسم إنبى حج الجدار الأبيض أو الحصن الأبيض أو السور الأبيض ومنه نستدل على أن المدينة كانت محاطة بسور من الحجر لحمايتها والتحكم فى حركة الدخول والخروج منها ، وقد اختير موقع المدينة عند إلتقاء الصعيد بالدلتا وذلك لأحكام الرقابة والأشراف على الوجه البحرى خصوصاً وإن الدولة حديثة العهد بالوحدة .
وقد إتخذت مدينة " أنبى حج " دورها كمقر للحكم والإدارة وكذلك كمقر للزعامة فى مجالات الفكر والدين سجل ذلك على لوحة بأسم شاباكا ليتضمن النص مذهب مفكرى منف فى نشأة الوجود يصطبغ بالمعنوية أكثر مما يصطبغ بالمادية وردوا فيه خلق الوجود وما أحتواه إلى قدرة عاقلة مدبرة آّمره ..وإن مزجوا هذا الفكر الفطرى السليم بأفكار أخرى وثنية .
وقد حفلت مدن ذلك العصر بالعمران...وبنيت فيها القصور والمساكن فى صفوف متنظمة على شوارع مستقيمة ومتعامدة ، وأحيطت المدن غالباً بالأسوار ولعل أقوى برهان على ذلك الرمز المعبر عن المدينة فى الكتابة الهيروغليفية حيث صورت المدينة على أنها دائرة فى وسطها شارعين متقاطعين عموديين وقد سجلت النقوش والرسومات واجهات قصور الملوك والعظماء والتى كانت تتصف بالفخامة ، ويمكن أيضاً من مشاهدة فخامة المقابر أن نستدل على فخامة القصور التى لم يتبقى منها للأسف شىء ويلاحظ أن مداخل القصور كانت تتكون من ثلاثة أبواب باب كبير ملكى ومدخلان صغيران واحد على اليمين والآخر على اليسار ، وكانت القصور تبنى من الطوب اللبن وتدعم أركانها وأكتاف وأعتاب الفتحات بالحجارة ، كما يبدو أن حوائطها كانت تكسى بالحصير الملون الذى يقوم مقام الستائر فى زمننا هذا  وكان يوجد بالقصر حدائق وأحواض ماء داخلية ولا يقتصر هذا الوصف على مساكن هذا العصر ولكن يمتد لكى ينطبق على اغلب المبانى الدنيوية فى مصر الفرعونية كلها .
ويبرر إستخدام الطوب اللبن فى بناء المساكن سواء للأغنياء أو الفقراء توفره كمادة بالطبيعة سهل الحصول عليها وسهلة التشكيل ولا تحتاج لأدوات خاصة للقطع والتشكيل كما أنها توفر العزل الحرارى المناسب ، ويمكن أيضاً أن نجد مبرر عقائدى اّخر مرتبط بالفكر الدينى حيث أن الدنيا " فناء " ولذلك لم يهتم المصرى القديم بعمارة الدنيا ، ولكن إهتم بعمارة الحياة الأخرى الأبدية والتى تجلت عظمتها فى العمارة الدينية والجنائزية والتى نحتت فى الجبال أو بنيت بالحجر .
ومن أبرز مواقع العمارة الجنائزية لهذا العصر مقابر سقارة وأبيدوس وقد اخذت فى سقارة فى أول الأمر صورة حجرة الدفن تحت سطح الأرض منحوتة فى باطن الصخر ، ثم بدأ فيما بعد يعلو حجرة الدفن مصطبة ، ثم زاد الأمر بحيث أصبحت المصطبة الوحدة الواحدة تدرج بحيث تحتوى على ثلاثة درجات وذلك ماسيتطور فيما بعد لكى يصبح أساساً لفكرة الهرم المدرج فى العصور اللاحقة .

عصـر الدولـة القديمـة :

يبدأ فى اوائل القرن 28 ق.م بالأسرة الحاكمة الثالثة ويمتد حتى بعد نهاية الأسرة السادسة فى اّواخر القرن الثالث والعشرين ق.م. ويتصف هذا العصر بالإستقرار السياسى النسبى ومركزية الحكم، كما تميزت مظاهر الحضارة فيه بالنمو الداخلى المرتبط بالعمارة والفنون والعقائد الأخروية والتنظيمات الإدارية ، ولم يؤثر فى كافة المظاهر الحضارية هذه أى مؤثرات خارجية ، ومن أبرز اّثار هذه العصور مقابرها الفخمة وأهرامها الرائعة التى انتشرت حول عاصمتها منف وفيما يمتد بين الجيزة إلى ميدوم .
وقد شهد هذا العصر بدء إستخدام الحجر على نطاق واسع فى العمارة ولعل أول بناء يرتفع على سطح الأرض مبنى بالحجارة هو هرم زوسر بسقارة الذى بنى فوق مقبرته وقد بنى الهرم متوسطاً مجموعة معمارية كبيرة من ست عمائر دنيوية ودينية تبلغ مساحتها 251 الف م2 ، ويلاحظ أن تصميم مجموعة زوسر جاء على نمط العمارة النباتية واللبنية التى درج عليها السلف وذلك على الرغم من إستعمال الحجارة فى البناء ، ولايقتصر هذا الوصف على مجموعة زوسر فقط ولكن يمتد لكى ينطبق على أغلب المبانى الدينية فى مصر الفرعونية بحيث أصبح طابعاً مميزاً لها وكان الشكل الهرمى ثمرة اخيرة للتطور المعمارى الطويل الذى بدأ مع عصر بداية الأسرات بالمصطبة المائلة الجوانب ذات المسطح الواحد ، ثم إنتقل منها إلى المصطبة ذات المسطحين أى ذات الإضافة الواحدة المحيطة بها والمصطبة ذات المسطحات الثلاثة أى ذات الاضافتين الحيطتين بها ثم تطور فى عصر الاسرة الثالثة إلى هرم زوسر المدرج وبعده إلى هرم ميدوم  الذى حاول مهندسوه أن يجعلوه كاملاً مستوياً فى مظهره مدرجاً فى مخبره ، وارتقى فى بداية عصر الأسرة الرابعة إلى هرم دهشور الجنوبى ذو الميلين الذى أظهر نواحى الخطأ والصواب فى التجارب المعمارية لمنشئيه ، وأنتهى أخيراً الى هرم دهشور الشمالى الذى نجح مهندسوه فى تنفيذ هيئته الهرمية الكاملة وأخيراً ظهر لنا مجموعة أهرامات الجيزة، هرم خوفو وهرم خفرع وهرم منقرع والذى وصل فيه تطور بناء الأهرامات إلى ذروته وقمة كماله ، وليس مايمنع إفتراض أن أصحاب هذا التطور الهرمى قد إسترشدوا فى بعض مراحله بنموذج طبيعى مائل فى البيئة وهو مظهر التلال الرملية الهرمية أو المخروطية التى تحف بالوادى .
ولعل من معانى الضخامة والدقة الهندسية والبراعة الفائقة التى أمتاز بها الهرم الأكبر أكثر من معنى ومدلول ، فمن الناحية السياسية ينم عن وجود نظام حكم مركزى قوى كان يسمح للفرعون بتصرف واسع فى إمكانيات البلاد المادية والبشرية ، ومن الناحية المعمارية تشهد لمهندس أو لمهندسى الهرم بدراية وتقدم كبير فى علوم الرياضيات والفلك والهندسة وفنون البناء كما تشهد من الناحية العملية والحرفية للصناع الفنيين بمهارة كبيرة فى نحت الأحجار الضخمة وتسويتها وتثبيتها ، ومن الناحية البشرية تشهد لاّلاف العمال العاديين الذن أشتركوا فى بناء الهرم بجلد شديد وقوة تحمل تمثل فى قطع ونقل ورفع الحجارة إلى مواقعها من البناء ، ومن الناحية الإدارية والتنظيمية تشهد لرجال الإدارة المشرفين على تنظيم العمل بقدر كبير من المقدرة على رسم خطط تجميع وتنظيم وتوجيه العمال وتوفير الموارد الغذائية لهم وسبل المعيشة والإقامة وكذلك توزيعهم على فرق عمل بما يتناسب مع مصلحة العمل والتطور فيه .

عصـر اللامركزيـة الأولـى :

 ويبدأ من اّواخر القرن 23 ق.م. إلى أواسط القرن 21 ق.م. وذلك من أعقاب نهاية عصر الاسرة السادسة حتى نهاية عصر الأسرة العاشرة ، وكان هذا العصر عصر إنتقال من وحدة ومركزية الحكم إلى تفرق جهات الحكم حيث قويت شوكة حكام الأقاليم فى الوقت الذى ضعفت فيه قوة الحكومة أو السلطة المركزية ، وبهذا انتقل حال العصر من الإستقرار إلى القلق ومن ضخامة وثراء إمكانيات الدولة إلى ضعفها وقلتها ، ونمت فى هذا الوقت روح الفردية وانتعش حال الطبقة المتوسطة وظهرت خلال هذا العصر مبادىء سياسية وعقائد دينية متحررة..ونتج عن ذلك ثورة طبقية أتصفت بالعنف ورغبة التنفيث والإنتقام حيث نهبت الأملاك والمزارع ومقابر العظماء ، وقد ساد هذا العصر غموض حيث قلت الآثار التى تسجل الأحداث وأستقل حكام الأقاليم بولاياتهم وكون كل منهم  جيشه الخاص وجعل وراثة الحكم فى نسله ، وفى هذه الفترة قويت شوكة حكام أهناسيا فى مصر الوسطى وامتد تأثير سلطانهم إلى منف ذاتها  ، كما ظهرت قوة محلية لحكام طيبة بالجنوب ، وجرت منازعات على الحكم والسلطة بين كل من الحاكمين ، وفى ظل الخلافات الداخلية ظهر تأثير البدو الأموريين فى أرض الدلتا حيث حاولوا  إقامة دولة لهم بها وأتخذوا أسماء وألقاب فرعونية ولكن لم يكتب لهم النجاح .
وقد إنعكس حال عدم الإستقرار والإنقسام والفرقة على مظاهر الحضارة المعمارية والفنية..حيث أضيرت المعابد والمقابر القائمة ، وكذلك ضعفت وحدة الفن القديمة وأصبح الفن يخدم الأقاليم أكثر مما يخدم العاصمة .. وظل أهله تنقصهم المهارة الفنية وروح الإبداع ، وأنعكس ضعف الدولة وعدم الإستقرار والإضرابات على عدم ظهور روائع للفن المعمارى لهذا العصر .
ومن الجدير بالذكر أنه ورد فى المخطوطات ذكر أول إستراتيجية لتعمير مناطق المواجهة مع الأعداء بمدن أختير موقعها على الحواف الشمالية لوادى النيل فى المناطق المهددة وتم تعميرها بخير الرجال يسكنونها ويزرعون ماحولها ويتحصنون بها عند الشدة ويصدون عنها غارات أهل البادية ، وقد ذكر فى مخطوطات عن خيتى  الثالث ملك أهناسيا فى هذا المجال النصوص التالية :
" لا تتهيب العدو فهو لايغير إلا على المواطن المنعزل ولايجرؤ على مهاجمة مدينة عامرة بالسكان " وذكر ايضاً " أقم الحصون فى كل المناطق الشمالية ، ولاحظ أن سمعة الرجل فيما يفعله ليست بالشىء الهين  والبلد العامرة بالسكان لن يمسها سوء ، فابن مدنا "

 

عصـر الدولـة الوسطـى :

ويمتد هذا العصر على فترتين الأولى من أواسط القرن 21 ق.م. إلى أواخر القرن 19 ق.م. وذلك إبتداء من عصر الأسرة الحادية عشرة حتى نهاية عصر الأسرة الثانية عشرة ، وقد تميز هذا العصر بإستعادة مركزية الحكم ووحدة السياسة فى الداخل والخارج ، وذلك مع الإبقاء على إزدهار الفردية الذى ظهر كنتيجة لعصر اللامركزية الأولى ، وأتسعت مجالات التأثير والتأثر المتبادل بين مصر وجيرانها فى الشرق الأدنى وجزر البحر الأبيض المتوسط ، وحدث إزدهار أدبى وفنى فى اللغة المصرية واّدابها خصوصاً فى المراحل الأخيرة من هذا العصر .
وقد بدأ من هذا العصر بزوغ نجم طيبة كعاصمة ودار للحكم ، وفى ظل الإستقرار والهدوء عاد إستغلال المحاجر والمناجم إلى ماكان عليه وكذلك سيرت الرحلات إلى خارج مصر لإحضار الأخشاب والبخور وشيدت المعابد، وتم تدعيم الخطوط الدفاعية الأمامية للدولة .
ويتميز هذا العصر بإنشاء القصور والمساكن ويلاحظ أن قصور هذا العصر كانت تشمل المساكن ومكاتب ومصانع وحظائر ومخازن وسكن للعاملين من موظفين وتباع وصناع .
وفى الفترة الثانية من هذا العصر الذى يمتد من اّواخر القرن 19 ق.م. إلى اّواخر القرن 17 ق.م. وفى هذا العصر نقلت العاصمة ومقر الحكم إلى شمالى الفيوم وأن إحتفظت طيبة بمركزها كعاصمة دينية ، وقد شيد فى هذه الفترة هرم اللاهون الذى إرتبط به مدينة اللاهون التى بقيت إطلالها إلى اليوم وهى مدينة العمال والمهندسين والفنانين الذن ساهموا فى إنشاء الهرم ، كما كان يوجد بالمدينة إستراحة ملكية للفرعون حيث يتردد على منطقة هرمه ، وقد احيطت المدينة بأسوار وقسمت داخليا للخاصة وهى لصغار العمال وقد شهد هذا العصر مشروعات للرى وإستصلاح الأراضى كما ساعد الإستقرار الأمنى الداخلى على إزدهار الفنون ، وساعد الإستقرار الأمنى فى العلاقات مع الدول المجاورة وخصوصاً فى بلاد الشام على فتح مجالات التبادل التجارى والحضارى وإن كان لم يسمح للقبال البدوية الفلسطينية والسورية بالدخول إلى منطقة شبه جزيرة سيناء أو وادى النيل .

 

عصـر اللامركزيـة الثانـية :-

ويسمى هذا العصر أيضاً عصر الإنتقال الثانى ويمتد هذا العصر من اّواخر القرن 17 ق.م. حتى أوائل القرن 16 ق.م وذلك إبتداء من الأسرة الثالثة عشر حتى الاسرة السابعة عشر ويشمل ذلك زمن الهكسوس بمصر، وقد شهد هذا العصر تمزق الدولة من حال الوحدة إلى حال التفكك ومن حال الإستقرار إلى حال القلق ومن حال الحرية وقوة الدولة إلى حال ضعف الدولة وإحتلال الهكسوس لمصر ثم انتهى هذا العصر إلى قوة أمراء طيبة ومقاومتهم للإحتلال وأنتهى ذلك بإجلاء الهكسوس عن البلاد .
ومن الجدير بالذكر أنه لم يحدث على الرغم من إحتلال الهكسوس لشمال مصر فى ذلك الزمن إنقطاع الإستمرارية الحضارية التى تميز الشخصية المصرية وذلك إلى الحد الذى تطابقت معه الروح الفنية لآثار العهود الأخيرة للدولة الوسطى التى سبقت إحتلال الهكسوس مع الروح الفنية لآثار أوائل عهود الدولة الحديثة التى أعقبت طرد الهكسوس من مصر ، وبقدر ما عجز الهكسوس عن إضافة شىء جديد إلى الحياة الفنية ، بقدر ماعجزوا كذلك عن تبديل تقاليد مصر الروحية واللغوية والدينية فظلت كما هى  بل وحدث العكس أن تأثروا هم بها وتطبعوا بها ، فحاول الهكسوس التشبه بالفراعنة وتسموا بأسمائهم  وحاولوا أن يتمصروا ويتخذوا من مصر موطناً وداراً للإقامة الدائمة لدولة محتلة تابعة لهم.. وهذا يعبر عن قوة الحضارة الفرعونية فى مختلف أوجهها ومجالاتها ومقدرتها على التأثير فى الغير وفى حضارات ذلك الزمان، وبوجه عام فإن هذا العصر بما فيه من عدم إستقرار وعلى الأخص فترة حكم الهكسوس لم يترك فى مجمله أثراً ذا بال فى تطوير فنون النحت والنقش والهندسة وخصوصاً مع تدمير عاصمة الهكسوس فى الشمال .

عصـور الدولـة الحديثـة :-

ويمتد هذا العصر من منتصف القرن 15 ق.م. وحتى القرن 10 ق.م من الأسرة 18 إلى الأسرة 21 ، وقد تميز هذا العصر بعودة الإستقرار والإستقلال ومركزية الحكم وتميز ببلوغ الذروة فى الرخاء العام وفى الفنون والرقى الفكرى  وظهور المذاهب الدينية التى تحوى ضمنياً أفكار التوحيد كما تميز هذا العصر بالإنطلاق الواسع فى مجالات السياسة والعلاقات الخارجية .
وفى هذا العصر أقيمت المنشاّت والمعابد الخالدة فى العمارة المصرية القديمة حيث أقيم معبد حتشبسوت ومعبد الرمسيوم ومعابد أبو سنبل ومعبد أبيدوس ومعبد هابو وتوسعات معبد الكرنك ومعبد الأقصر ، وكلها تعتبر صروح معمارية ضخمة تعبر عن تقدم العصر فى فنون البناء كما تعبر عن قوة نظم الحكم وثراء الفراعنة وكثرة موارد الدولة .
وقد شهد هذا العصر حركة تعمير لإنشاء مدن جديدة وإن تعددت الأسباب ، حيث أنشأ إخناتون 1367 ق.م. مدينته الجديدة فى منطقة تل العمارنة وكان ذلك بسبب رغبته فى ان يعطى عقيدته الدينية الجديدة فرصة النمو والإزدهار بعيداً عن العاصمة القائمة والتى تتركز فيها عبادة أمون وتبرز قوة كهنته فيها .
أما سيتى 1308 ق.م. فقد أنشأ قرية فيما يبدو أنها أول محاولة لتعمير الصحراء وذلك عندما تفقد أحوال الصحراء ومسالك المناجم فيها وكان يظن أنه تتوفر فيها مجار مائية كافية ولما لمس قسوة الحياة هناك أمر بحفر بئر وبناء قرية وإنشاء معبد وزراعة ماحولها وفى ذلك يقول " أجاب الرب دعائى وأفاض الماء من أجلى على الهضاب فى طريق كانت موحشة منذ عهود الأرباب فأصبحت رخاء فى عهدى وأرجو أن تنمو فيها حشائش تفيد الرعاة ولاريب فى أنه إذا نشط الملك سعدت بلاده وقد أوحى الرب إلى أن أشيدها هنا قرية يتوسطها معبد فالبلد الذى يتضمن معبداً بلد مبارك "
كما قام رمسيس الثانى (1290 ق.م ) بإنشاء عاصمة سياسية جديدة فى شمالى البلاد شرقى الدلتا فى موقع قريب من عاصمة الهكسوس القديمة بمصر وكان إختيار هذا الموقع يرتبط بأسباب عسكرية بحتة حيث يتوسط هذا الموقع دولة الزعامة فى مصر والشام ويسمح بوجود إحتياطى عسكرى كبير فيما يمكنها من أن تنجد الحاميات الشمالية فى عصر إشتد فيه خطر الحيثيين وشعوب البحر وذلك فضلاً عما توافر لها من إسترتيجية المناعة الطبيعية للموقع لوقوعها على الفرع الثانى للدلتا وإمكانية وصول السفن إليها وإمكانية إستغلال مياه الفيضان فى حمايتها من ناحية البر ، وحماية ظهرها بمنابع الدلتا الشمالية من ناحية البحر وقد صاحب هذا العصر إزدهار وتقدم فى فنون النحت والنقش والتصوير والتى كانت تصور الأحداث التاريخية من مواقع حربية برية وبحرية وكذلك من أحداث الرحلات التجارية والعلاقات السياسية مع الدول وذلك علاوة على نقوش الحياة العامة بالدولة والأنشطة المختلفة بها علاوة على الرسومات الدينية التى تمثل التعبد إلى الآلهة وتقديم القرابين وغير ذلك مما يرتبط بالفنون المصرية القديمة ، ويلاحظ أن الخط الأساسى فى الفن الفرعونى يعتبر إستمرارية للمدرسة التى تعطى نمطاً مميزاً للحضارة المصرية القديمة فى عصورها المختلفة قديمها وحديثها ، ولكن يتميز خلال هذه المرحلة مدرسة الفنون بتل العمارنة التى كانت تجنح إلى الواقعية حيث صور الواقع كما هو وتعتبر هذه الفترة مدرسة التحرر الكامل من الأوضاع والأساليب القديمة حيث مثل الملك على هيئته الدنيوية دون تجميل مقصود أو مثالية مبالغاً فيها وقد اّثرت هذه المدرسة فى فنون العصور التى تبعتها حيث إختلط فيها أساليب عصر ماقبل إخناتون من تأنق وليونة وتفصيل فى خطوط الرسم والنقش ، وعصر فن اخناتون من جرأة وتصوير الحركة والمهارة فى تصوير المشاعر والأقتراب من واقعية التعبير.

 

العصـور المتأخـرة :-

وهى مايطلق عليها أيضاً بخواتيم العصور الفرعونية وتمتد من القرن العاشر ق.م. إلى أواخر القرن الرابع ق.م. وفى هذه العصور تذبذب النشاط المصرى خلالها بشكل ملحوظ بين مد وجزر فى مجالات السياسة والحروب والإستقرار الداخلى وفيها إختلطت العناصر والأجناس الدخيلة بالمصريين بشكل ملحوظ وولى الحكم فيها المتمصريين وأنصاف المصرين ..وتأثرت مصر فيها بتأرجح موازين القوى بين أقطار الشرق والغرب القديمة ، وبدأت مقاليد الحضارة والسيادة تنفلت منها إلى غيرها  وتعرضت أرضها للغزو والإحتلال أكثر من مرة ثم انتهت هذه العصور بإنتهاء الحكم الفرعونى القومى لمصر بعد عصر الأسرة الثلاثين عندما فتح الأسكندر المقدونى مصر إلى جانب غيرها من أقطار الشرق فى اّواخر القرن الرابع ق.م.

إرسال تعليق

هنا

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف